مفهوم الشخص:
إن مفهوم الشخص بمعناه "فرد النوع البشري" هو ثمرة تاريخ معقد. فاللفظ اللاتيني "برسونا Persona" (الإغريقي بروسوبون Prosopon) يشير إلى القناع الذي كان ممثلوا المسرح يضعونه لتبيان "الشخصية"، الطبع أو الوظيفة التي يتقمصونها.
هكذا تحدث بعض الفلاسبة الرواقيين عن الشخص لوصف الدوير الذي يجب حسبهم على كل انسان لعبه في هذا العالم. ثم استعمل بعدها المفهوم من طرف اللاهوتيين المسيحيين لتعريف عقيدة (دوغما Dogma) التثليث: يقدم الإله كجوهر وحيد وفيه يفرق بين ثلاثة أشخاص (الأب، الابن والروح القدس) يتمايزون بواسطة العلاقات التي يقيمونها في القرن السادس، صاغ بويثيوس (1) هذا التعريف المقبول للشخص: "جوهر فردي ذو طبيعة عقلية".
بعض من عناصره نجدها في الاستعمالات الحالية لمفهوم الشخص من زاوية نحوية، الأشخاص الثلاثة يشيرون إلى أدوار ثلاثة يمكن أن يلعبها فرد (من يتكلم، من نتوجه إليه، من نتكلم عنه). في الفلسفة وبالخصوص في الميدان الأخلاقي، يعني الشخص الكائن البشري باعتباره مزودا بخصائص تميزه (تفرده): القدرة على الدخول في علاقات مع الآخرين، الوعي بالذات، العقلانية، المسؤولية.
بهذا المعنى وبخلاف مقولات أخرى (الفرد، الذات، إلخ...)، ينطبق مصطلح "شخص بصفة حصرية على البشر: فلا يقال أبدا عن حيوان أنه "شخص". وأخيرا في الميدان القانوني، الشخص هو فرد (شخص فيزيقي) أو كيان جمعي ( شخص معنوي) معترف بكونه صاحب حقوق وواجبات.
اليوم مفهوم الشخص هو في قلب النقاشات الفلسفية العديدة، بشكل أخص في مجال الأخلاق الطبية والبيوإيتيقا. يتساءل البعض بهذا إلى أي مدى يجب اعتبار مريض مصاب بخرف متقدم كشخص. وقد تم أيضا اقتراح الجنين قانون "شخص محتمل – personne potentielle".
(1) هو آنيقوس مانيلوس طوقواتوس سافرينوس بويثيوس Boèce، رجل سياسي، فيلسوف وشاعر لاتيني عاش في روما بين القرنين الخامس والسادس للميلاد (480-524) من أهم أعماله: مؤلفه المشهور " في عزاء الفلسفة – De la Consolation de la philosophie.
هكذا تحدث بعض الفلاسبة الرواقيين عن الشخص لوصف الدوير الذي يجب حسبهم على كل انسان لعبه في هذا العالم. ثم استعمل بعدها المفهوم من طرف اللاهوتيين المسيحيين لتعريف عقيدة (دوغما Dogma) التثليث: يقدم الإله كجوهر وحيد وفيه يفرق بين ثلاثة أشخاص (الأب، الابن والروح القدس) يتمايزون بواسطة العلاقات التي يقيمونها في القرن السادس، صاغ بويثيوس (1) هذا التعريف المقبول للشخص: "جوهر فردي ذو طبيعة عقلية".
بعض من عناصره نجدها في الاستعمالات الحالية لمفهوم الشخص من زاوية نحوية، الأشخاص الثلاثة يشيرون إلى أدوار ثلاثة يمكن أن يلعبها فرد (من يتكلم، من نتوجه إليه، من نتكلم عنه). في الفلسفة وبالخصوص في الميدان الأخلاقي، يعني الشخص الكائن البشري باعتباره مزودا بخصائص تميزه (تفرده): القدرة على الدخول في علاقات مع الآخرين، الوعي بالذات، العقلانية، المسؤولية.
بهذا المعنى وبخلاف مقولات أخرى (الفرد، الذات، إلخ...)، ينطبق مصطلح "شخص بصفة حصرية على البشر: فلا يقال أبدا عن حيوان أنه "شخص". وأخيرا في الميدان القانوني، الشخص هو فرد (شخص فيزيقي) أو كيان جمعي ( شخص معنوي) معترف بكونه صاحب حقوق وواجبات.
اليوم مفهوم الشخص هو في قلب النقاشات الفلسفية العديدة، بشكل أخص في مجال الأخلاق الطبية والبيوإيتيقا. يتساءل البعض بهذا إلى أي مدى يجب اعتبار مريض مصاب بخرف متقدم كشخص. وقد تم أيضا اقتراح الجنين قانون "شخص محتمل – personne potentielle".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو آنيقوس مانيلوس طوقواتوس سافرينوس بويثيوس Boèce، رجل سياسي، فيلسوف وشاعر لاتيني عاش في روما بين القرنين الخامس والسادس للميلاد (480-524) من أهم أعماله: مؤلفه المشهور " في عزاء الفلسفة – De la Consolation de la philosophie.