العالم Monde :
يندرج مفهوم العالم في الفلسفة بثلاث کیفیات.
الطريقة الميتافيزيقية تتصور العالم (mundus,
universum, Welt) بوصفه شمولا: شمول الموجود، كل الواقع. فهذا
التوصيف المطلق بميز المفهوم الميتافيزيقي للعالم من كل تحديد نسبي إلى جهة الواقع،
حتي الكون المدروس من طرف علماء الفيزياء الفلكية إن هو بهذا الصدد سوى موضوع بين مواضيع
أخرى. فالعالم بوصفه شمولا ليس هو الطبيعة باعتبارها نظاما، إنه يتميز إذن في الوقت
ذاته عن الكون القديم وعن الكون اللانهائي لدی المحدثين. إذا ما تصورنا تعدد العوالم،
"العام" هو أيضا كبير جدا ليجمعهم جميعا. مع هذه الصعوبة المحددة بالضبط
من طرف كانط Kant في "نقائض
العقل المحض": فلا حدس، ولا ظاهرة يمكنها أن تتطابق مع هذا المفهوم، العالم ليس
موضوعا فوقيا، إنها فكرة العقل.
إذا ما غادرنا الميتافيزيقا إلى ميدان المدرك،
يقدم العالم کأفق، أو بشكل أفضل، أفق الآفاق. هذه هي الصورة الثانية للعالم، الصورة
الفينومينولوجية المرتبطة بفكرة الإنسان بوصفها "وجود في العام". افتراض
من طرف كل غرض، کل وضعية موضوع فالعالم هو ما سبق حضوره ودائما هنا.
هل يمكن أن نستخلص صورة ثالثة للعالم لن تثبته على الفور ضمن هذه العلاقة؟ قد تكون صورة تأملية للعالم تبحث عن إثبات مضمون الفكر لذاته. إن فكرة شمول غير شامل تحمل بالفعل تناقضا ملموسا لا يختزل في الحد من قدرتنا على المعرفة. وبتطويرها إلى أقصى حد، سنرى ربما انبثاق أفكار جديدة عن العالم: عالم مفتوح (جماعة دون مجموع)، عالم مفتوح (مميز بواسطة نظام تعايش ضعيف، أنظر نكسيس Nexus ) ،عا لم أجوف (حيث كل شيء، متحرر من القيود التي تربطه بالآخرين، يبدو وكأنه وحيد العالم).