كتاب كليلة ودمنة من مطبعة المعارف لمؤلفها عبد الله بن المقفع هدية إلى قراء العربية، فتمتع بها عقلهم وذوقهم وشعورهم وحسهم معا، وتقديمها إليهم في هذه الأيام المضلمة المؤلمة التي قل ما يظفر الناس فيها بهذا المتاع الممتاز الخالص الذي ينعمون به في أيام السلم، فضل يضاف إلى فضل، وإحسان يضاف إلى إحسان.
في هذه الأيام التي لا يلتقي الناس فيها إلا ُ تحدث بعضهم إلى بعض عن آلام الحرب وآثامها، والتي لا يخلو الناس فيها إلى أنفسهم إلا فكروا في سيئات الحرب وموبقاتها، والتي لا يصبح الناس فيها ولا يمسون إلا على أنباء، منها ما يسر ولكنه سرور فيه حمرة الدم وريح الموت، ومنها ما يحزن ويسوء؛ ولكنه حزن لا كالأحزان؛ حزن عميق كثيف مطبق، يُعرف أوله ولا يُعرف آخره.
في هذه الأيام التي يحاول الناس فيها أحيانا أن يفرو من أنفسهم، و أن يفزعوا إلى القراءة و إلى غيرها من وسائل المتاع العقلي، لعلهم يجدون فيها راحة من أنباء الحرب و خطوبها الباهظة، فلا يقرءون إلا ما يتصل بالحرب، ولايجدون من لذات الفن إلا ما بينه و بين الحرب سبب قريب أو بعيد.
للتحميل أو القراءة: