- عنوان الكتاب: التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور PDF
- تأليف: د. مصطفى حجازي
- الناشر: المركز الثقافي العربي
حول كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور:
إن تجاهل كون التخلف على المستوى الإنساني كنمط وجود مميز، له ديناميته النفسية والعقلية والعلائقية النوعية؛ أوقع دارسي التخلف وعلماء التنمية، ومن ورائهم القادة السياسيين الذين يقررون عمليات التغيير الاجتماعي، في مآزق أدت إلى هدر الكثير من الجهد والوقت والإمكانات الماديةـ بشكل اتخذ طابع التبذير الذي لا يمكن للمجتمع المتخلف، ذي الأعباء الثقال، أن يسمح لنفسه به.
انطلق هؤلاء جميعاً في مشاريع تنموية طنانة، ذات بريق ووجاهة، قائمة عل دراسات ومخططات جزئية لم تتجاوز السطح معظم الأحيان، كي تنفذ إلى دينامية البنية التخلفة من ناحية، أو إلى التكوين النفسي والذهني اللإنسان التخلف الذي أريد تطويره من ناحية ثانية. وضعت خطط مستوردة عن نماذج طبقت ونجحت في بلدان صناعية، ولكن مسيرة هذه الخطط لم تخط بعيدا، فلقد أخفقت التجارب المستوردة: والمشاريع. الملصقة من الخارج، كما فشلت المشاريع ذات الطابع الدعائي الاستعراضي في تحريك بنية المجتمع ككل وفي الارتقاء بإنسان ذلك المجتمع.
ذلك لأن إنسان هذه المجتمعات لم يُنظر إليه باعتباره عنصراً أساسيا ومحوريا في أي خطة تنموية. التنمية، مهما كان ميدانها تمس تغير الإنسان ونظرته إلى الأمور في المقام الأول، لابد إذاً من وضع الأمور في إطارها البشري الصحيح، وأخذ خصائص الفئة السكانية التي يراد تطوير نمط حياتها بعين الإعتبار، ولابد من دراسة هذه الخصائص ومعرفة بنيتها وديناميتها، وهو ما ترومه هذه المحاولة، بما قد تحمل من ثفرات، تطمح إلى فتح الطريق أمم أبحاث نفسية ميدانية، تحاول فهم الإنسان المتخلف بنوعيته وخصوصية وضعه، وبشكل حي وواقعي، لتكون مرتكزات علم نفس التخلف.