اذا نظرنا إلى قصة هذا العهد الشيطاني على أنها قصة مرض عصابي. فإن مشكلة تعليل العهد - وهي مشكلة ذات صلة وثيقة أصلا بمشكلة تسبيب المض- ستكون أول ما يستأثر باهتمامنا. فلماذا يهب الانسان نفسه للشيطان؟ صحيح أن الدكتور فاوست يسأل بازدراء: " مابوسعك أن تعطيه، و أنت نفسك شيطان مسكين؟"، لكنه لم يكن على حق، فالشيطان يملك أن يعطي، مقابل نفس خالدة، كل صنوف الأشياء التي يثمنها بنو البشر عالي التثمين، الثروة في خضم الخطر، السلطان على الناس و على قوى الطبيعة، بل حتى الفنون السحرية، ولكن أولا وقبل كل شيء، المتعة، التمتع بجميلات النساء.