مصطلح العدم Néant

 

مصطلح العدم Néant

العدم Néant

كيف يكون من الممكن أن يبدأ شيء معين في وجود لم يكنه ومن "لا شيء" ينشأ شيء ما؟ كيف يكون‏ ممكنا التفکیر، إلى جانب ماهو موجود، بالوجود، وما هو غير موجود، بعبارة أخری العدم؟ إن قصص الخلق للديانات الإبراهيمية المختلفة (والتي تشترك فعلا، لاسيما، في كونها تقول بالخلق) غالبا ما صادفت تشكيك الفلاسفة الذين يعتبرون من التناقض أن یبدأ العالم بالوجود حيث لم يكن بداية سوى العدم. وبالتالي، فالكيفية الوحيدة للإفلات من التناقض هي اعتبار أن العالم متساوق في أبديته مع الإله، وبأن الوجود ليس حد للعدم وأن هذا الأخير إذن، حقيقة، لا شيء، إنه كلمة فحسب. إذن ينبغي التفكير في الوجود كملأ،‏ إيجاب، دون انشقاق قد يتسرب منه العدم ودون خارج حيث يجد‏ هذا الأخير مكانا له. هكذا يقول هنري برغسون Henri Bergson‏ أنه بالتفكير في أن العدم "وجد أولا" ثم جاء من بعده الوجود، "فضلا عن ذلك par surcroít‏ "، فنحن لا نفعل سوى نقل "فكرة - زائفة" pseudo- idée‏ تقودنا إلى مشكلات زائفة كتلك، على سبيل المثال، المتعلقة بمعرفة لماذا جاءت الأشياء إلى الوجود وكيف وجدت هكذا. في الواقع، كما يشرح ذلك برغسون، خلف كلمة "عدم" يجب قراءة ليس واقعا مطروح بهذا الشكل، إنما العملية التي نقوم بها في إلغاء كل شيء. وبالضبط فباعتبار عملية الإلغاء هذه، بفحصها مسبقا أکثر، يمکننا أن نرى بدقة، بدلا ما يقوم به الوعي، ما يشكل وعينا. وهذه هي الطريق التي انخرط  فيها جان‏ بول سارتر Jean-Paul Sartre‏ حینما وضع إلى جانب الوجود في ذاته أشياء خارجة عنا،‏ أو عن أجسامنا، فائض ومكتسح إلى درجة الغثيان، الوجود لذاته‏ وهو وعينا في قدرته على الإحتفاظ بالوجود عن بعد ليجعل مني كائنا يتطلع، يكون حرا في اختيار هذا أو ذاك،‏ يبدع ذاته. حريتي تحفز‏ الوجود وهكذا تجعل من الممكن حركة إلغاء طفاح الوجود. الوجود لا شيء؟ التعليم، الذي بواسطته تصير حريتنا فعلية، هو وجودنا نحن، والذي قال عنه سارتر بأنه ذلك الذي جاء عبره العدم إلى العالم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-