مصطلح السيادة souveraineté:
تعني
السيادة السلطة العليا المحتكرة لدی جسم سياسي من طرف فرد أو عدة أفراد يمثلون الشعب
أو بواسطة الشعب نفسه، والذي نسمیه إذن "سيد" «souverain» . فوق هذا
التعريف المثبت (المحدد) في الفترة الحديثة من قبل
بودان
Bodin تطرح أساسا
المشکلات الآتية:
1- هل
من المشروع أم لا أن يسلم شعب إلى شخص أو إلى جمعية (مجلس) سیادته، وهو السؤال الذي
أجاب عنه روسو بالسلب؛
2- فما
تتمثل السيادة، بعبارة أخرى، ما هي حقوق السيد؛
3- إذا
كانت سيادة كهذه تصادف تعرف حدودا، تحت صيغة حرية الأشخاص أو في حقهم في المقاومة؛
وأخيرا
4- ما هو الشكل الأفضل للسلطة السيادية، وهو السؤال الذي يلحق بذلك السؤال الأقدم،
المتعلق بما هو أفضل (أمثل) الأنظمة: الشعبي، الأرستقراطي أم الملكي؟
حول كل هذه المسائل، انقسم الفلاسفة، بما في ذلك ما اتفقوا، مثل هوبز Hobbes وروسو Rousseau ، حول الإقتراح الذي هو في الواقع غامض والذي وفقا له السيادة مطلقة، لا تتجزأ ولا تقبل التصرف فيها حسب روسو بالفعل، السيادة ملك للشعب وتمتزج بالقوة التشريعية التي بواسطتها "كل الشعب يبت على كل الشعب": فهي إذن " ليس لها الحق أبدا في تكليف شخص بعينه أكثر من آخر" وتتلقى من هنا حدودها. بالنسبة إلى هوبز Hobbes بالمقابل، السيادي، مهما یفعل، لن يضر الأشخاص الذين يمثلهم، وخصوصا سیادته المحتواة، فضلا عن سن القوانين، وتنفيذها الخاص في شكل عدالة. من هنا كذلك تنبع تصوراتهم المختلفة للعلاقات بين السيادة والحرية : فالشخص الذي يخضع لفعل السيادة، حسب روسو Rousseau ، حر لأنه لا يمتثل إلى شخص آخر عدا ذاته، فهنا حيث يرد هوبز Hobbes حرية الأشخاص إلى الحرية الطبيعية في عدم القتل أو الإتهام المتبادل إذا ما أمروا بذلك أو بأفعال لا تنظّمها القوانين.