مصطلح البنية structure

مصطلح البنية structure 

مصطلح البنية structure :

تقال "البنية"، بصفة عامة، على نسق من العلاقات لا يكترث بطبيعة المصطلحات المترابطة فيما بينها وثابت في ظل بعض التحولات، مثل بناية حيث الهندسة (أو "البنية التحتية") تبقى سليمة على الرغم من الترميمات المتتابعة التي تغير من المظهر. في نفس المعنى نتحدث عن بنية هندسة، المعطاة بواسطة مجموعتها من التناظرات، لکن أيضا عن بنية النظرية الفيزيائية، عندما تعبر العلاقات الأساسية من خلال نسق من المعادلات يتفق أن تكون متمائلة ضمن تأويلات مختلفة أو نماذج.

"الواقعية البنيوية" هي الموقف الإبستيمولوجي التي يموضع (يعيّن) الواقع الفيزيائي على مستوى البنيات. في هذا الصدد. فإن التجديد الكبير للبنيوية ( كما وضعه ليفي شتراوس Lévi- Strauss‏ عبر تحليل‏ أساطير أو أنساق‏ القرابة ) تضمن جعل معنى البنية مترابط وجزء من معنى التحول. إضافة إلى التحولات التي هي عامة وسيلة فعالة لكشف الثوابت. وهنا يوجد صفة‏ خاصة بالبنيات التي تهم الأنثربولوجي: ليس فقط الهیاکل الواقعية أو الفيزيقية، إنما الهياكل الرمزية المنتظمة في أنساق للعلامات. سواء تعلق الأمر باللغات، بالمؤسسات الإجتماعية أو بأي بعد آخر للثقافة، فالأنساق الرمزية تتميز بفعل اشتغالها بالتقابلات التمييزية، على شاكلة الأصوات (الفونيمات phonèmes‏ ) في اللغة، التي لا تدين بتفردها إلا لنسق الخصائص المتباينة الذي يفرق الواحدة منها عن الأخرى.  بتعبیر آخر، كل عنصر تبايني، ولكن كذلك كل علاقة أو نظام للعلاقات، یتحدد من خلال وضعيته في نظام للأماكن، ولکن أيضا عبر تحولاته الممكنة (التبادلات، الاستبدالات، إلخ ).‏ لهذا فوصف البنية بأنها‏ شكل ثابت، تقريبا دون محتوى، سيتبين في نهاية المطاف غير ملائم. البنيوية ليست نزعة صورية. مثلما كتب ليفي- شتراوس؛ إذا لم يكن للبنية مضمون متميز، فذلك لأنها‏"هي نفسها المضمون"، غير أن المضمون المدرك باعتباره قابل للتبادل ومن ثم متحرك أساسا، عبر مجمو ع المتغيرات التي تساهم في الإبقاء عليه مفتوحا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-