ملخص كتاب الأسرار الكاملة للثقة التامة بالنفس
لروبرت أنتوني
يتطرق روبرت أنتوني في كتابه الأسرار الكاملة للثقة التامة بالنفس إلى العقل اللاواعي الذي يتشكل من خلال عدة معتقدات تدخل إلى عقل الإنسان أثناء حياته من الصغر إلى الكبر، و من هذه النقطة الهامة يمكن لعقل الإنسان أن يتشكل على هيئة شخص واثق من نفسه و متوازن أو شخص غير متزن، و يشعر دائما بالضعف و عدم القدرة على الإنجاز، و من الأسباب الشهيرة جدا التي تسقط العقل في هذا المأزق و هي مشكلة الإتكال والتي تبدأ لدى جميع البشر منذ الولادة.حيث يولد الطفل و هو غير قادر على إدارة أمور حياته بشكل كامل، و من هذا المنطلق إذا بكى الطفل فجميع من حوله سيتحمل و إذا كبر بعض الشيء فالجميع سيسامحه لأنه طفل، و عندما يريد شيء بشدة لن يذهب ليأخده بل سيصرخ بصوت عال حتى يرضيه جميع من حوله، هذا ما يسمى بعملية الإتكال المستمر و الذي يقع فيها الكثير من الناس حتى بعد تخطيهم مرحلة الطفولة، فتصبح سعادتهم تعتمد على معاملة الآخرين لهم بشكل جيد و تصبح أحلامهم مبنية على مساعدة الآخرين لهم و تصبح مشاعرهم تعتمد على حب الآخرين لهم، و بمجرد إختفاء الآخرين ينهار مثل هذا الشخص فورا و يشعر بعد ثقته في كل شيء ببساطة لأن شعوره بالثقة و الأمان و الحب نابع من الإتكال على الآخرين.
و لذلك على الآباء أن يربوا أبنائهم على الإتكال و نظرة حب الآخرين لهم، فمثلا لو لديك طفل أحضر لك كوبا من الماء لا تقل له شكرا أنت طفل رائع بل قل له شكرا لإحضارك الماء، بهذا يفهم الطفل أن الشكر يناله على عمل معين قام به، و من هذا المنطلق عقل الطفل سيتجه للعمل و ليس لإستجداء الكلام اللين و الجميل عن طريق العمل، فكل ما كنت تتكل على الآخرين في نجاحك أو ثقتك في نفسك زادت خيباتك و لذلك عليك أن تفهم أن الثقة في النفس أمر مكتسب و يمكنك أن تتدرب عليه حتى تتمكن منه و لكن أهم خطوة في هذا التدريب هو أن تقاوم العادات السلبية التي كبرت معك منذ الصغر بل أحيانا يكون الناس دفاعيين جدا عن أفكار توارتوها منذ الصغر دون أن يفكروا فيها و أن يعرفوا مدى تأثيرها السلبي عليهم، و لذلك إن كنت صادقا في رغباتك في تغيير نفسك فعليك أن تكون منفتحا لمقاومة الأفكار السلبية التي تمتلكها أنت في عقلك أولا.
حتى يعي الإنسان أن لديه مشكلة في الثقة في النفس و أن طريقة تفكيره الأساسية معيبة بالفعل فعليه أولا أن يتقبل نفسه كما هو و أن يفهم أن قبول الإنسان لنفسه سيجعله يرى الأخطاء و الميزات بحيادية ومن هنا يبدأ الإنسان أن يعطي لذاته تقديرا حقيقيا مبنيا على نظرته لنفسه و ليس لنظرة الآخرين له و سيفهم أن تقدير الإنسان لذاته لا يتعلق بالمواهب و القدرات ولا المال ولا الجمال بل هو تقدير شخصي ناتج عن تفرده على بقية الناس و عن إيمانه بنفسه و إيقانه بأنه لن يكون أفضل من تقديره لذاته، أي عليه رفع آماله عن نفسه و التخلص من الأسباب التي تجعله يرى نفسه بشكل متدني، و حتى تعرف أنك تعاني من الشعور بالدونية أو لا فعليك أن تلاحظ نفسك مع هذه التصرفات هل تفعلها أو لا:
- رمي اللوم على الآخرين و عدم قبول أنك سبب خسارة أي شيء
- اصطياد الأخطاء للآخرين و التي قد تقع فيها أنت أحيانا و لكنك لا تعترف بها
- الإحتياج لنيل الإستحسان من الآخرين بصورة مستمرة
- الرغبة المستمرة في المنافسة و الفوز في أي شيء بأي ثمن حتى لو كان على حساب سلامة الآخرين
- مشاعر الحزن و رثاء بصورة مستمرة
و بعد اكتشافك للمشكلة عليك البحث عن الحل و هو آن تفهم مستوى وعيك الحالي، و الذي هو عبارة عن مجموعة من المواقف و الخبرات و الأفكار التي شكلت تفكيرك و تقييمك للأمور بطريقة واعية أو العكس، و يتضمن الوعي أيضا الرغبة و الحدس و ردود الفعل و كل ما تشعر به من داخلك، و من هذا المنطلق ستجد جميع تصرفاتك كإنسان ناتجة عن وعيك و اسلوبه، فمثلا لو كنت ترغب من داخلك في إنقاص وزنك و لديك الإرادة و الحافز ولكن وعيك العقلي يريد تناول الطعام وليس فقدان الوزن فأنت أبدا لن تنجح في تخفيف وزنك ببساطة لأن تفكيرك الناتج من وعيك أقوى من إرادتك و رغبتك في تخفيف وزنك، و لأجل تحديث وعيك لمنطق فكري أكثر تطورا و إنتاجا، فعليك معاملة وعيك كأنه طفل و هذا الطفل حتى تتخلص من عادة سيئة له يجب أن تلهيه بعادة أخرى إيجابية و يحدث ذلك بتحكيم العقل و مقارنة الخسائر و المكاسب الناتجة عن كل عادة.
قبول النفس و ترتيب الوعي و استخدام عقلك بكامل قوته حتى تحقق النجاح و تمتلك الثقة االتامة في النفس، فقط عليك تعلم كيف تجعل عقلك يتحكم بالأشياء من حولك، و الذي يدعى بقانون المغناطيسية الذهنية، حيث يتفاعل عقلك بالعالم الواقعي من حولك و يستجلب المدخلات الإيجابية لتسكن هذه المدخلات في عقلك الا واعي و يتحول عقلك إلى مارد يحقق أمور قد تبدوا لك مستحيلة فيما قبل، و يعمل هذا الأمر باستحواذ فكرة إيجابية على العقل و يدفعك عقلك اللاواعي ناحية هذه الفكرة بكل قوتك لتجد نفسك سريع التعلم في كل شيء يخصها، ناهيك عن الحماس في كل نجاح تحققه فيها و تسخير الطاقة الجسدية بسهولة ناحية هذه الفكرة و تحقيقها، كل هذا يحدث أحيانا دون إدراك منك شخصيا ولذلك عليك الحفاظ على المدخلات الجيدة لعقلك حتى يستمر تطور عقلك و تحقيقك الإيجابي و العملي للفكرة.
و على سبيل المثال، لو كنت تحلم بشراء سيارة معينة لا تقل أريد شراء هذه السيارة بل قل سأشتري هذه السيارة، فهذه الطريقة للتحدث ستجبر عقلك على أن يبحث عن حل يوفر لك المال من أجل شراء السيارة، وحينها ستجد الظروف تتغير من حولك فهذا ليس بسبب عقلك غير الظروف، لكن عقلك بدى يرى الظروف المحيطة به بشكل إيجابي، ليستنبط منها الميزات و الفوائد، ولا يقتصر الأمر فقط على الكلمات بل على العاطفة و الخيال، و مثال على ذلك لو كنت تريد أن تصبح ممثل شهير فيمكنك أن تكون ممثل في غرفتك حضر مشاهد تريد تمثيلها و تعامل معها كأنك تمثلها بالفعل بكامل عاطفتك و خيالك، و حينما تأتيك الفرصة الحقيقية للتمثيل ستجد نفسك تمثل بأقل مجهود يذكر و ذلك بأن العاطفة و الخيال دائما بداخلك ولم يتركوك قط.
على الرغم من التزامك الكامل بكل ما سبق و نجاحك بالفعل باكتسابك ثقتك بنفسك، سيتبقى شيء من الممكن أن يعيق ثقتك التامة و هو خوفك الداخلي من التطور و التغيير، حيث أن هناك أشخاص من فرط جلوسهم في جو سلبي لن يتحملوا التغيير الإيجابي بصورة كاملة، ولأجل أن تكسر هذا الشعور، يمكنك أن تغير أشياء بسيطة في حياتك مثلا ملابسك و ذلك بتجديد طريقة ملابسك فبدل أن ترتدي الزي الكلاسيكي بصورة دائمة يمكنك ارتداء الكاجوال أو العكس، و كذالك تغيير قصة شعرك لقصة أفضل أو تغيير أساس منزلك، فهذه التغييرات البسيطة ستجعلك تدريجيا تتقبل مبدأ التغيير في حياتك و هنا ستتقبل التطور المصاحب للتغيير حيث ستبهر نفسك و الآخرين بقدرتك على التغيير و التطور، و ربما أهم ما تحتاج لتغييره و تطويره من أجل الحصول على الثقة التامة في النفس هو طريقة التواصل مع الآخرين لأن في تعاملك مع الآخرين سيتم إختبار ثقتك الحقيقية في نفسك.
و من ضمن الأخطاء الشائعة هي عدم حفظك لإسم الشخص الذي تتكلم معه و تشعر بالإحراج بصناعة حديث معه ولا تستطيع أن تتحدث معه بشكل شخصي في نفس الوقت، و الحل الأمثل لتخطي هذه المشكلة هو الإنصات، فلو كنت تنصت لغيرك فستعرف بالتأكيد كل المعلومات التي تحتاجها، لأن تتعامل معه بشكل لائق لذلك لا تشغل عقلك بالرد على ما يقوله الآخرون بل اشغل عقلك بسماع و تحليل ما يقوله الآخرون و حينما يأتي وقت الرد ستجد عقلك بكل سلاسة يرد ردودا منطقية لأنه فهم و أدرك ما يقال ولذلك الإجابة تكون سهلة و سريعة وهذا سيعطيك إنطباع ايجابي أمام الناس، أيضا لا تنسا الإبتسامة البسيطة و الغير المتكلفة أثناء الكلام أو الإنصات إلى الآخرين، لأنها تصنع رابط ودود و خفي بينك و بين الآخرين، و ستجعلك محبوبا و بصورة رقيقة و أهم شيئ ستكون مقبولا من معظم الناس مما يجعل الثقة التامة في نفسك أي أنك تستطيع التعامل مع أي شخص و كسب وده لإجراء محادثة ما.