ماهو الفعل الاجتماعي:
يعتبر فيبر أن الفعل الاجتماعي له معنى عند الفاعل (كل فعل له قصد معين).
تعتمد نظرية الفعل الاجتماعي على قضية أساسية فيما يتعلق بتفسير و تأويل السلوك الإنساني ألا وهي أن كل سلوك هو سلوك هادف، أي أن الفاعل الاجتماعي لبلوغ هدف أو غاية ما فإنه يختار عدة وسائل وأنماط سلوك متعارف عليها اجتماعيا للوصول إلى غاياته، حيث يتضمن الفعل اختيار الفاعل لعدد محدود من الوسائل التي تحقق هدفه دون وسائل أخرى، وبذلك يحصل التمايز بين الوسائل والغايات، ولا يقتصر الفعل الاجتماعي، ولكل فاعل اجتماعي طريقته الخاصة في معرفة أساليب السلوك وسياقاتها الإجتماعية. تميز النظرية الاجتماعية عادة بين الفعل والسلوك، فبينما يشكل السلوك حركة بدنية أو (فطرية) بحتة تصدر عن الشخص الذي قام بها، يكون الفعل نابعا من قصد وهادفا إلى غاية. بصيغة أدق: الفعل الاجتماعي يستهدف به صاحبه سلوك الآخرين وأفعالهم. أو هو سلوك إرادي لدى الانسان لتحقيق هدف محدد وغاية بعينها.
الفعل الاجتماعي هو الموضوع الأساسي لعلم الاجتماعي عند فيبر وعرفه بانه(صورة السلوك الإنساني الذي يشتمل على الاتجاه الداخلي اوالخارجي الذي يكون معبراً عنه بواسطة الفعل أو الإحجام عن الفعل ). وفقاً لمنظور فيبر وتعريفه للفعل الاجتماعي لابد من فهم السلوك أو الظواهر الاجتماعية على مستويين :
- أن نفهم الفعل الاجتماعي على مستوى المعنى للافراد انفسهم .
- أن نفهم هذا الفعل على المستوى الجمعي بين جماعات الافراد.
أنماط الفعل عند فيبر:
قسّم فيبر الفعل إلى أربعة أنماط :
1- الفعل العقلي الذي توجهه غايات محددة ووسائل واضحة (يضع الفاعل في اعتباره الغاية والوسيلة التي يقوم بتقويمها تقويماً عقلياً)كالمهندس الذي يصمم مشروعاً معمارياً.
2- الفعل العقلي الذي توجهه قيمة مطلقة: (يكون الفرد واعياً بالقيم المطلقة التي تحكم الفعل بانه موجه نحو قيمة مطلقة في الحالات التي يكون فيها مدفوعاً لتحقيق مطالب غير مشروطة)الاعتقاد في القيمة المطلقة من اجل ذاتها دون مطامع خاصة مختاراً الوسائل التي تدعم ايمانه بالقيمة.
3- الفعل العاطفي(مايصدر عن الحالات الشعورية) .
4- الفعل التقليدي (ماتمليه العادات والتقاليد والمعتقدات السائدة ) يعبر عن استجابات آلية اعتاد عليها الفاعل يظل دائماً على هامش الفعل الذي توجهه المعاني.
يفترض تناول الفعل الاجتماعي وجود فاعل، ومن تحليل الفعل تجد أنه يشمل أولاً الحوافز وتتضمن : المستوى الإدراكي ويعني معرفة الفاعل بغايته والبدائل الممكنة لتحقيقها. المستوى الوجداني وهو مؤشر حماسة واهتمامه. الجانب القيمي فيعبر عن القيمة والوزن المرتبط بالفعل ونتائجه.
هذه الحوافز الثلاثة تحرك ذهن الفاعل فيقدم على الفعل، فتؤثر عليه موجهات مقيدة وهي الجزء الثاني من تحليل الفعل إضافة للحوافز التي ذكرناها في أولاً أعلاه، فالفاعل ليس مطلق بل عليه قيود . الأول هو الموقف الاجتماعي، وهذا الموقف يتأتى من مكونين أحدهما هو الظروف الموضوعية (ما يحيط بالفاعل من مؤثرات بيئية اجتماعية ) والمكون الثاني هو ظرف الجانب الذاتي للفاعل، هذين المكونين يتحدان ويكونان الموقف الاجتماعي، وعندما يتفاعل الموقف الاجتماعي مع المعايير والقيم الثقافية يتوجه الفعل بشكل صحيح ويحقق الغاية. إنّ بارسونز اكتشف أنّ نظرية الفعل الاجتماعي كما تمّ طرحها تساعد في تفسير السلوك لكنها لا تفسر النظام الاجتماعي واستمراره ولهذا تحول إلى تناول الفعل الاجتماعي في إطار النسق الاجتماعي.