طرق ومناهج البحث في علم النفس - دروس علم الاجتماع S1

  • مدخل إلى علم النفس: طرق ومناهج البحث في علم النفس PDF
  • مادة: مدخل الى علم النفس
  • الأستاذ: نبيل عبد الصمد
  • دروس علم الاجتماع الفصل الأول
طرق ومناهج البحث في علم النفس

مقدمة:

يسعى علماء النفس إلى تحديد الخصائص السيكولوجية للأفراد خلال مراحل العمر المختلفة، كما يعملون على تحديد الفروق النفسية والذهنية بين الأفراد و تجميع البيانات المعيارية عن الأفراد الذين تظهر لديه أنماط سلوكية خاصة، مع طرح النظريات والمبادئ والأساليب التي تساعد في حل المشكلات السلوكية والنفسية للأفراد. إلى جانب هذا يهدف علماء النفس إلى تحديد العوامل والأسباب التي تؤثر في السلوك الإنساني. كل ذلك قصد التمكن من التنبؤ بما سيكون عليه سلوك الأفراد بهدف محاولة ضبط ذلك السلوك والتحكم فيه.

عموما، يسعى علماء النفس، في إطار المواضيع التي يشتغلون عليها، إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • الفهم : يبحث الباحث هنا عن الإجابة على السؤالين : كيف؟ و لماذا؟ يحدث السلوك. لفهم أي ظاهرة نفسية يتبع الباحث في علم النفس المنهج العلمي الذي يستند إلى الملاحظة العلمية والتجارب المضبوطة، مستخدما أدوات القياس الثابتة.
  • الضبط : يقصد بالضبط في علم النفس القدرة على التحكم بالظاهرة النفسية. كما يتمثل في قدرة الباحث في التحكم ببعض المتغيرات المستقلة.
  • التنبؤ : يمكن التنبؤ من الإجابة على سؤال متى تحدث الظاهرة ؟ يمثل المحك الأساسي لفهم الظاهرة النفسية ودراستها.

Iـ ميادين علم النفس:

تنقسم ميادين علم النفس إلى قسمين :

l.1ـ ميادين نظرية: 

و تتمثل في دراسة الظواهر النفسية التي تتضح في السلوك الخارجي للتوصل إلى قوانين عامة تحكم تلك الظواهر.

نماذج من ميادين علم النفس النظرية:

أـ علم النفس العام : 

يتناول بالدرس مختلف أوجه النشاط النفسي الذ ي يمثل جميع الناس العاديين، كالدوافع والتفكير والذكاء وغيرها، مما يمكن من تفسير سلوك الأفراد أثناء تفاعلهم مع المنبهات المحيطة.

ب . علم نفس المرضي :

يدرس أسباب الاضطرابات النفسية والسلوكية والانفعالية كحالات القلق والاكتئاب والدوافع الكامنة ورائها والسعي لإيجاد النظريات المفسرة لها والحلول المناسمة لها.

ج. علم النفس التطوري : 

يدرس مراحل النمو المختلفة التي يمر منها الفرد، والخصائص السيكولوجية لكل مرحلة.

ح. علم النفس الاجتماعي : 

يدرس سلوك الأفراد والجماعات في مختلف المواقف الاجتماعية، بالإضافة إلى دراسة التفاعل الاجتماعي بين الأفراد وتأثيرهم على بعضهم على البعض.

خ. علم النفس الفارق : 

يدرس الفوارق الموجودة بين الأفراد والجماعات على مستوى خصائص الشخصية أو الاستعدادات أو المواهب.

د . علم النفس البيولوجي : 

يدرس الخلفية الفسيولوجي ة للسلوك، والأجهزة المسؤولة عن تحديد هذا السلوك أو ذاك.

l.2 ـ ميادين تطبيقية:

وتتمثل في السعي إلى تطبيق المعرفة النظرية من مفاهيم ومبادئ حول السلوك في مواقف عملية.

نماذج من ميادين علم النفس التطبيقية:

أـ علم النفس التربوي: 

يسعى علم النفس التربوي إلى تطبيق نظريات ومبادئ علم النفس في ميدان التربية بهدف معالجة المشاكل التي يواجهها كل من المربين والتلاميذ، أثناء عملية التعليم، وذلك من أجل تحسين ورفع كفاية الأفراد في التعلم.

ب ـ علم النفس الصناعي: 

يهتم علم النفس الصناعي بالرفع من الكفاية الإنتاجية للعمال، وذلك عن طريق فهم وحل المشاكل المختلفة التي يعرفها ميدان الصناعة والإنتاج وتحسين العالقات الإنسانية وجودة الحياة داخل مجال العمل.

ج ـ علم النفس التجاري : 

يهتم العاملون في هذا الفرع من علم النفس بدراسة الدوافع النفسية التي تحدد مواقف البيع والشراء وحاجات المستهلكين وتقدير اتجاهاتهم النفسية نحو المنتجات المعروضة.

ح ـ علم النفس الإكلينيكي : 

يوظف هذا الفرع النظريات النفسية والمعارف السيكولوجية سواء على مستوى تشخيص الحالات المرضية أو على مستوى عالج هذه حالات ، فهو يهتم بالاضطرابات والمشاكل النفسية عند كل من الأطفال والمراهقين والراشدين.

خ ـ علم النفس التجريبي: 

يهتم هذا الفرع بوضع الخطط الإجرائية للدراسات التجريبية التي قد تهتم بمجالات متعددة كالإدراك والإحساس. كما أن هذه التجارب يمكن إجرائها على الحيوانات أو الإنسان داخل مختبرات خاصة.

د ـ القياس النفسي: 

يقوم العاملون في هذا الفرع ب بناء وتقييم الاختبارات النفسية لجميع فروع علم النفس، ويهدف هذا التخصص إلى تقديم مقاييس تتميز بالصدق والثبات، فهو يقوم بأبحاث للتمكن من القيام بقياس علمي لمختلف أشكال السلوك والوظائف العقلية.

II ـ مناهج البحث في علم النفس:

طرق البحث في علم النفس: يتعين على كل باحث في علم النفس التسلح بالكفايات المعرفية الرصينة التي تمكنه من اختيار الطريقة والمنهجية التي تناسب بحثه. ويمكن التمييز عموما بين عدة مناهج نذكر منها هنا:

1- المنهج الوصفي: 

يصف الظواهر التي يتعرض لها بالدراسة وصفا علميا، سواء من خلال استعمال المنهج الكمي والكيفي في دراسة الظاهرة النفسية. ويتم جمع البيانات المطلوبة من خلال عدة أدوات:

أ - الملاحظة العلمية: 

وللملاحظة 4 أشكال وهي:
  1. الملاحظة المنظمة الخارجية: وأساسها المشاهدة.
  2. الملاحظة المنظمة الداخلية: وأساسها التأمل الباطني للذات، (وهي غير موضوعية).
  3. الملاحظة العرضية أو العفوية: والتي عادة ما تقوم بها الأمهات عند ملاحظة التغيرات المفاجئة عند أطفالهن (ليس لهذه الطريقة قيمة علمية كبيرة لأنها ذاتية ).
  4. الملاحظة الاصطناعية : وفيها يتم إعداد البيئة المناسبة للملاحظة ) الغرف الزجاجية، كاميرات التسجيل والمراقبة، ..الخ (.

ب ـ الطريقة الطولية : 

تطبق على عينة صغيرة تتكون من شخص إلى 5 أشخاص لدراسة ومتابعة ظاهرة سلوكية أو أكثر عبر فترة زمنية طويل قد تمتد إلى سنوات. نتائجها دقيقة. ولكن يصعب تعميم نتائجها لقلة عدد العينة ، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى صبر و كثير من الجهد

ج -الطريقة العرضية : 

تطبق على عينة كبيرة قد تصل إلى الآلاف، حيت تتم دراسة خصائص نفسية أو معرفية عند من فئات عمرية مختلفة لتحديد خصائص الفروق بين المستويات العمرية المختلفة، يتم ذلك في وقت واحد، مما يمكن من التوصل إلى نتائج الدراسة في وقت أقل .

2 -المنهج التجريبي:

يهدف إلى الكشف عن العلاقات السببية بين المتغيرات عن طريق مقارنة معطيات الفرضية بالمعطيات الموضوعية. وتتميز بالدقة في ضبط العوامل وقياسها. ويقسم الباحثون المتغيرات في الدراسات التجريبية إلى ثالثة أنواع هي :
  • المستقلة.
  • التابعة.
  • الدخيلة (الطارئة) .
وقد طور الباحثون تصاميم عدة للدراسات التجريبية مثل : المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة.

3 - المنهج الارتباطي: 

يهتم بكشف العالقة بين متغيرين أو أكثر ترتبط مع بعضها البعض بعالقات غير سببية، وفي حالة أتبات هذه العالقة يحدد نوع هذه العالقة ودرجتها. وتقاس تلك العالقات بما يعرف بمعامل الارتباط، التي تتراوح قيمته بين (+ 1 و -1 .)

4 - المنهج الإكلينيكي : 

يتميز هذا المنهج بكونه موجها إلى الفرد بشكل محدد، من حيت دراسة خاصياته السلوكية. يقوم هذا المنهج على كل أو بعض مما يلي :
  1. الفحص الطبي : ويقوم به الطبيب العضوي المختص
  2. دراسة تاريخ الحالة: ويتضمن المعلوم ات عن جميع الأفراد ذوي العالقة
  3. الاختبارات السيكولوجية: وهذه الأدوات ضرورية لاستكمال المعلومات التي لايمكن الحصول عليها بطرق أخرى . 
وبعد ذلك يتم : 
  • تشخيص الحالة : ويقوم به الطبيب والأخصائي النفسي
  • تفسير الحالة.
  • وضع التصميم العلاجي: بذلك وضع الفروض التي يمكن أن تحل المشكلة.
  • النتائج : ويتوقع أن يتوصل الباحث إلى نوع من شفاء الحالة أو تحسن وضعها في ضوء الخطة العلاجية.

 تحميل المحاضرة PDF

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-