المدرسة السلوكية - نشأتها وتطورها - دروس علم الاجتماع S1

  • مدخل إلى علم النفس: المدرسة السلوكية - نشأتها وتطورها PDF
  • مادة: مدخل الى علم النفس
  • الأستاذ: نبيل عبد الصمد
  • دروس علم الاجتماع الفصل الأول
المدرسة السلوكية - نشأتها وتطورها
  • مؤسس المدرسة السلوكية في علم النفس هو "جون واطسون" (1878 -1958 ،) سيكولوجي أمريكي.
  • بدأ دراسته النفسية في جامعة شيكاغو وحصل على الدكتوراه من هذه الجامعة سنة 1903، انتقل من علم نفس الحيوان إلى حقل سيكولوجية الأطفال، ثم عين فيها مساعدا لعلم النفس التجريبي، كما أصبح أستاذا لعلم النفس التجريبي والمقارن ومديرا لمعمل علم النفس.
  • أكدت المدرسة السلوكية على استحالة إنشاء علم النفس إنشاء علميا من خلال دراسة المعطيات اللاشعورية، اعتبرت أن السلوك هو فقط الذي سيشكل الأساس الموضوعي لقيام علم النفس العلمي، وبناء على ذلك دعت المدرسة السلوكية إلى إعادة النظر في علم النفس برمته.
  • يستند علم النفس إلى دراسة العناصر الموضوعية التي يمكن ملاحظتها؛ هذه العناصر التي تتمثل في المثيرات والاستجابة.

نشأة المدرسة السلوكية:

إن دعاة السلوكية الأوائل الذين مهدوا الطريق لظهور المدرسة السلوكية حاولوا جهد المستطاع جعل علم النفس يقترب من العلوم الحقة، التي تدرس الماديات المحسوسة بمناهج تعتمد الملاحظة – الفرضية – التجربة والتأويل ثم بناء النظرية؛ حيث سعى هؤلاء إلى جعل الثقافة النفسية كأي دراسة علمية يجب أن تركز جهودها وتحصر نطاق تحليلها في تلك الظواهر الخارجية بعيدا عن الاستبطان.

الارتكاس الإشراطي عند "بافلوف" و "بخترف":

بافلوف هو مختص في فيزيولوجيا الهضم، لاحظ (1905 )ملاحظات جعلته يجري تجارب جديدة أحدثت انقلابا في علم النفس الحديث، خاصة في النظر إلى عملية التعلم و تفسيرها، فمن المعروف أن الكلب يسيل لعابه حين يوضع الطعام في فمه، وهذا فعل منعكس طبيعي réflexe ، غير أن "بافلوف" الحظ أن الكلب يسيل لعابه أيضا لمجرد رأيه الشخص الذي يقدم له الطعام، أو لمجرد سماعه وقع أقدام هذا الشخص وهو قادم.

وفي مرحلة تالية انتقل "بافلوف" للتنويع في تطبيق تجاربه، فهو تارة يتلاعب بعامل الطعام بحيث ال يجري تجاربه إلا عندما يكون الكلب قد وصل إلى حالة الشبع، ومن ثم يلاحظ كيف أن المنبه المفتعل لا يحدث تأثيره، على العكس في حالة ما إذا رفع حالة الجوع لدى الكلب إلى أقصاها؛ إذن فرد فعل الكلب لرؤية الخادم أو لرؤية الوعاء الذي يقدم فيه الطعام بل وحتى سماع خفق نعل الخادم، يكون بإفراز اللعاب، جعل "بافلوف" يسعى لدراسة وظائف المخ ليحول مختبره نحو هذه الغاية.

استخلص "بافلوف" من تجاربه نظريته عن وظائف الدماغ الذي نسب إليه وظيفتين شاملتين:

  • وظيفة حسية بها محللات تلتقط المؤثرات الخاصة من بين مجموعة الحركات الفيزيائية التي تصطدم بالعضوية باستمرار. والدماغ في هذا يشبه مذياعا القطا؛
  • ووظيفة حركية يكون فيها عمل الدماغ منحصرا في الارتكاسات الإشراطية، ذلك بأن كل سلوك مكتسب، بما في ذلك سلوك الإنسان المعقد ال يخرج عن الارتكاسات الإشراطية.

أكدت المدرسة السلوكية على أن السلوك وحده -وليس الوعي- يمكن أن يخضع للملاحظة الموضوعية، وبالتالي فإن هذه المدرسة "تنظر إلى الكائن الحي نظرتها إلى آلة ميكانيكية معقدة، السلوك لا تحركه دوافع موجهة نحو غاية، بل مثيرات فيزيقية تصدر عنها استجابات عضلية وغددية مختلفة، لذا يجب أن يقتصر موضوع علم النفس على دراسة هذه الاستجابات الموضوعية الظاهرة، عن طريق الملاحظة الموضوعية البحتة، أي دون الإشارة إلى ما يخبره الفرد من حالات شعورية أثناء الملاحظة أو إجراء التجارب عليه، ثم إن هذه المدرسة تغلو في توكيد أثر البيئة و التربية في نمو الفرد". 

أعلن واطسون سنة 1912 أن السلوكيين انتهوا " إلا أنه لا يمكن بعد أن يقنعوا بالعمل في الا محسوسات والأشياء الغامضة، وقد صمموا على إحدى اثنتين؛ إما أن يتخلوا عن علم النفس أو يحولوه إلى علم طبيعي بجعل موضوع هذا العلم قابل للقياس، لذلك ركزوا على "السلوك" كموضوع للعلم بدل "النفس" "الروح" الا محسوسين، واختاروا منهجا علميا يخضع السلوك للدراسة؛ لقد كان من الطبيعي أن يرفض واطسون -وهو الاختصاصي في علم الحيوان-منهج الاستبطان. 

 فهذا منهج لا قيمة له طبعا في مجال دراسة السلوك الحيواني. "فهل يمكن دراسة معطيات الوعي عند الفأر مثال؟ وهل يمكن للاستبطان أن يؤكد وجود هذا الوعي أو ينفيه؟".

المدرسة السلوكية إذن تعتمد نظرة آلية في فهم السلوك البشري، وترى في الحوادث النفسية حوادث فيزيولوجية تخضع لآلية المؤثرات التي تستدعي ردود الفعل. لا يعني بأي وجه من الأوجه أن السلوكيين قد أهملوا الشعور بشكل كامل؛ فهذا ال يقول به السلوكي ألن الشعور حالة نفسية ال محيد عنها لكل الكائنات الحية.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-