النظرية البنائية الوظيفية - نظرة في علم الإجتماع الأسري

النظرية البنائية الوظيفية - نظرة في علم الإجتماع الأسري

تعتبر النظرية البنائية الوظيفية من أكثر النظريات الإجتماعية شيوعاً واستخداماً في مجال علم الإجتماع الأسري . إذ تهدف هذه النظرية إلى معرفة كيف يعمل المجتمع؟ وكيف تعمل الأسرة؟ وماهي العلاقة بين الأسرة والمجتمع الكبير التي هي جزء منه؟ . وقد استخدمت هذه النظرية من قبل علماء الإجتماع والأنثربولوجيا . وعندما يحاول علماء هذه النظرية استخدامها فإنهم يحاولون الإجابة على ثلاثة اسئلة هامة هي: ماهي الوظائف التي تقوم بها الأسرة ؟ وماهي الوظائف التي يقوم بها الأفراد لخدمة الأسرة؟ والسؤال الثالث والأخير : ماهي الإحتياجات الي تحاول الأسرة توفيرها لأفرادها؟

كما يحرص علماء هذه النظرية على دراسة العلاقة بين الأسرة والنظم الإجتماعية الأخرى من الرواد الأوائل المؤسسين للنظرية البنائية الوظيفية في علم الإجتماع أوغست كونت ، ودوركايم ، وهربرت سبنسر . فهؤلاء هم الذين وضعوا الحجر الأساسي لهذه النظرية ، ثم جسد هذه النظرية فيما بعد علماء الأنثربولوجيا مثل راد كليف براون، ومالينوفسكي.

1- اوغست كونت (1789-1857):

يعتبر اوغست كونت الأب الروحي لعلم الإجتماع ، فهو أول من دعا إلى تأسيس علم لدراسة المجتمع وأطلق عليه اسم "علم الإجتماع". وفي حديثه عن الستاتيك سوسيال والديناميك كان يحاول أن يبحث عن العوامل التي تحفظ للمجتمع استقراره واستمراره . فهو لم يهتم بالتغير بقدر اهتمامه بالإستقرار. وقد عرف كونت الإستاتيك سوسيال (الإستقرار الإجتماعي) بأنه البحث في القوانين التي توجه سلوك الأفراد، وردود أفعالهم في أجزاء البناء المختلفة. وأكد كونت هنا أن مفهوم التوازن يعني وجود نوع من الإنسجام بين أجزاء البناء الإجتماعي، وأن حدوث خلل في البناء يعني وجود حالة مرضية في المجتمع.

وقد استعار كونت مفهومه هذا من العلوم الطبيعية، فكما أن حدوث جرح في أي جزء من أجزاء الكائن الحي يؤدي إلى إحداث ألم في الجسم كله، كذلك المجتمع إذا حدث خلل ما في أي جزء من أجزائه، يحدث عدم توازن في البناء الإجتماعي ككل .

2- هربرت سبنسر (1820-1903):

هو من العلماء الأوائل المؤسسين لهذه النظرية . فقد شبه سبنسر المجتمع بجسم الكائن الحي، فكما أن جسم الكائن الحي يتكون من مجموعة من الأجزاء التي تؤدي وظائف مختلفة، وهذه الوظائف تعتمد على بعضها البعض، كذلك المجتمع يتكون من مجموعة من النظم، كالنظام السياسي، والإقتصادي، والتعليمي، والديني، والأسري، وكل نظام من هذه النظم له وظيفة هامه يؤديها تساعد على استمرار البناء، وهناك تساند، واعتماد متبادل بين هذه النظم. ويرى سبنسر أن تطور المجتمعات وكبر حجمها يؤدي إلى وجود اختلاف في وظائف أفرادها . وهذا الاختلاف هو الذي يؤدي إلى وجود اعتماد متبادل بين أفراد المجتمع.
  • المصدر: سلوى الخطيب . "نظرة في علم الإجتماع الأسري" ، نظريات الأسرة .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-