ما هو الزمن ؟
في البداية هناك نوعان من الزمن .
1- الزمن النفسي أو الزمن الوجودي
وهو زمن خاص بكل منا وغير قابل للقياس مثلا تلك الساعة التي تمر عليك في شيء تكره لتشعر
كأنها ساعات طويلة و لربما أيام وعلى النقيض هناك تلك الساعة التي تشعر بها وكأنها
دقائق و هذا زمن برجسون و سارتر وهيدجر و كيرجارد و باقي الفلاسفة و يسمونه (الزمن
الوجودي) وهو ليس زمن اينشتاين.
2- الزمن الذي يقصده أينشتاين
وهو الزمن الخارجي الموضوعي الذي نتشارك فيه جميعا و نتحرك فيه كما يفعل غيرنا و هو
الزمن الذي نتفاهم فيه و نحدد المواعيد من خلاله و نرتبط بالعقود و نتعهد بالإلتزامات
فماذا يقول آينشتاين عن هذا الزمن ؟ نحن نعلم أنه لا يوجد مكان مطلق فقط نسبي ، فأنت
في منزلك تجلس على كرسيك بهدوء و بدون حراك و أنت ثابت فقط بشكل نسبي لكن الحقيقة أن
كرسيك يتحرك مع البيت الذي يتحرك مع مدينتك التي بدورها تتحرك مع الأرض حول الشمس إذا
لا مكان ثابت بشكل مطلق و آينشتاين يتناول الزمان نفس فكرة المكان و لتحديد وضع أي
جسم يلزم أن نقول أنه في المكان كذا في الوقت
كذا ويشرح هذه العلاقة قائلا :
الساعة الأرضية الواحدة = حركة دوران الأرض
15 درجة حول نفسها . واليوم الأرضي = حركة دوران الأرض دورة كاملة حول نفسها ، والسنة
دوران الأرض دورة كاملة حول الشمس إذا يتضح العلاقة الوثيقة بين الزمان و المكان ثم
ينتقل آينشتاين للنقطة الثانية قائلا كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على
النظام الشمسي لكن النظام الشمس ليس هو النظام الوحيد في الكون و بالتالي لا يمكنك
أن تفرض التقويم الشمسي كحكم مطلق على الكون، إذا افترضنا أنه هناك شخص يسكن على كوكب
الزهرة فسوف يجد للزمن دلالات و معاني مختلفة إذ أن الزهرة يدور حول نفسه دورة كاملة
في 243 يوم ويدور دورة كاملة حول الشمس في 224 يوم أي أن اليوم في كوكب الزهرة أكبر
من عامه و هذا تقويم مختلف عن تقويمنا.
ثم يتطرق آينشتاين و يشرح هذه النقطة و هي أعمق تطبيقات النسبية و أكثرها غموضا ليقول نفترض شخص يتحدث في الهاتف من مراكش لشخص آخر في لندن ليقول الأول مرحبا مايك فيأتيه الرد بشكل مباشر مرحبا مهدي كيف حالك ! ويكون الأول في ساعة الغروب والآخر في منتصف الليل ، يمكننا أن نقول أن الحدثين يحدثا معا في نفس اللحظة و السبب أنهما خاضعان لتقويم.