مفهوم النزعة النسبية Relativisme

 

مفهوم النزعة النسبية

النزعة النسبية Relativisme

يفسر‏ أرسطو، أنه إذا وجد فراغ Aristote‏ ، فإذن یتوجب النظر مليا أن الحركة في خط مستقيم لا تتوقف أبدا، بل ستتابع بطريقة مماثلة لذاتها،‏ إلى ما لانهاية وهو مستحيل بحسبه، لأن هدف الحركة هو السكون. بعد ذلك بقرون عدق انبنى العلم الحديث، بتعبير‏ آخر، على مبدأ الخمول (العطالة) التي تفترض أن جسما في حركة خطية سیثبت بطريقة مستمرة وموحدة في هذه الحالة إذا لم يمارس عليه ضغط خارجي.

هل يمكن القول بأن أرسطو أخطأ في حكمه بضرورة العكس ما تبدی حقيقة أساسية للفيزياء التي أعلن عنها غاليلي Galilée‏ ، ديكارت Descartes ونيوتن Newton‏ ؟ لا، إذا ما تموقعنا ضمن وجهة نظر نسبوية على سبيل المثال بالإستناد إلى براديغم Paradigme أو أيضا إبستيميه épistémê‏ فيلسوف ستاغيرا [أرسطو]. فالقول أنه من أرسطو إلى غاليلي حدث تغير إبستيمي، يعني فهم الإبستیمیه بوصفها مجموع متماسك للتأكيدات الممكنة للبرتوكولات المقبولة لأنها‏ متماسكة مع التعریفات، المسلمات والمناهج التي تشكل هذا المجموع في نسق حقيقي.

فمن الفيزياء الأرسطية إلى الغاليلية، ليس لمفهوم "الحركة" ذاته الدلالة نفسها. إن الإنتقال من الأولى إلى الثانية لا يعني فقط الخروج من الزيف للدخول في الحقيقة،إنما من لغة إلى أخرى لا توجد بين الإثنین ترجمة لأنهما‏ غير متقايسين: من ثمة‏ الحقيقة مرتبطة بالإبستيميه حیثما تعرض. تأخذ هنا النزعة النسبية شكل إثبات لاإستمرارية راديكالية من إبستيمه لأخرى.

إن معنيي "برادیغم" وإبستيميه يعتبران كترادفين. فهما ليسا كذلك في الاستعمالات المحددة من طرف توماس كوهن Thomas Kuhn‏ بالنسبة للبراديغم ومن طرف ميشال فوكو  Michel Foucault‏ بالنسبة للإبستیمیه: يعمل مفهوم البراديغم ضمن تاريخ علم خاص بينما‏ ذلك المتعلق بالإبستيميه غير محددة له دلالة أوسع وتعيني "مرحلة" أين تشكل بنية المعرفة. يمکن أيضا أن نتحدث عن إبستيميه غربية. والحال هذه فهل عبرت أوربا المرحلة الإستعمارية كذلك عن مشروع إمبراطوري ندبت نفسها له من خلال ميل أنثربولوجي يسمح بإنتاج خطاب حول "الآخرين" يزعم معرفتهم بأفضل مما يعرفون هم أنفسهم. إن مرحلة إزالة الإستعمار وما بعد الكولونيالية تتميز اليوم بتأكيد التعددية الإبستيميه حيث تجد أوربا نفسها "مريّفة". إذن فليس أبدا على مستوى التاريخ حيث تتم القطيعات» لکن على مستوى جغرافيا الثقافات واللغات الإنسانية وبطرح نفس السؤال عن إمكانية الكوني.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-