النزعة المثالية:
النزعة المثالية هي مصطلح يشير إلى الاتجاه أو
النزعة التي تدفع الأفراد أو المجتمعات نحو تحقيق الكمال أو الأمثل في مختلف المجالات.
يمكن أن تشمل هذه النزعة السعي لتحقيق أقصى درجات الجمال، والأخلاق، والفهم، والنجاح،
والسعادة. الناس غالبًا ما يسعون لتحقيق النزعة المثالية من خلال العمل على تحسين أنفسهم
أو العالم من حولهم. مفهوم النزعة المثالية قد يختلف من شخص لآخر وحسب الثقافة والقيم
الفردية. بعض الأشخاص قد يرون النزعة المثالية كهدف يمكن تحقيقه بجهد مستمر، بينما
قد يرى آخرون أنها مجرد أمور غير واقعية أو مستحيلة.
قد يكون للنزعة المثالية تأثير إيجابي على الحياة
الشخصية والمجتمعية عندما يترجم هذا السعي نحو التحسين إلى تحقيق تقدم وتطور. ومع ذلك،
يمكن أن يؤدي الالتزام الزائد بالنزعة المثالية إلى شعور بعدم الرضا المستمر وعدم قبول
الواقع كما هو.
قد يكون السياق الذي تستخدم فيه عبارة
"النزعة المثالية" محددًا أكثر لأجل توجيه إجابة أدق.
تتعلق السمعة السيئة
للنزعة المثالية من تعارضها مع النزعة الواقعية: يكون "مثالیا" من، بجهل
للملموس، ينغلق ضمن لعبة تمثلاته وينصرف عن العالم. مع هذا، وفي معناها الفلسفي،
المثالية نوع من الواقعية لأنها تثبت واقعية الأفكار. ففي التراث الأفلاطون،
للأفكار حقيقة أنطولوجية أسمى من الأشياء المحسوسة.
هوية
الذات والأبدية هي الخصائص التي، ليس فقط، تميز الأفكار عن نسخها في العالم
المحسوس، لكنها تقيم تعارضا بين الوجود والمظهر الذي يعبر كل تاريخ الميتافيزيقا.
مع هذا توجد أنواع من المثالية. في الحداثة، أخذت المثالية دلالة ذاتية بالأساس:
فالأفكار مشابهة لتمثلات عقلية (ديكارت Descartes) أو
بإنتاجات الفهم أو الذهن (كانط Kant). من ثمة فالمشكلة المطروحة كيف تتصل هذه
التمثلات بالواقع الإمبريقي؟ وبعيدا عن هذه الأنواع من المثالية، يصادر موقف
مثالي بأنه یتوجب "الانطلاق" من أفكار لفهم سير المعرفة بدلا من تجريد
التمثلات المعرفية انطلاقا من المادة أو الأحاسيس.
ففي الصيغة الجذرية
التى دافع عنها هيغل Hegel، كل فلسفة جديرة بهذا الإسم هي مثالية بما
أنها تستند إلى سلب المحسوس المباشر. أن تعرف. فذلك يعني أن تستنبط من العطی
المفرد الخصائص الكونية.
إن المسألة الراهنة التي تعرف مناقشة حادة هي تلك الخاصة بوضع هذه التمثلات الفكرية: هل يتعلق الأمر بهويات ذهنية، هل هي مباطنة للأشياء أم أنها أيضا تکشف عن بعد لغوي؟ في هذا الصدد. فإن مشكلة المثالیة لا تجد أبدا حلها بواسطة المنعرج "ما بعد الميتافيزيقي" للفلسفة المعاصرة.